روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | تأثير المرض النفسي للمرأة على الأسرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > تأثير المرض النفسي للمرأة على الأسرة


  تأثير المرض النفسي للمرأة على الأسرة
     عدد مرات المشاهدة: 12481        عدد مرات الإرسال: 0

لقد تأخر كثيرا فتح هذا الملف والإهتمام به إهتماما حقيقيا وضاع بين أنقاض معارك كثيرة قامت من أجل المرأة وضدها، ولهذا سنحاول من خلال المنهج العلمي المحايد والموضوعي أن نستقرئ وضع الصحة النفسية للمرأة في مجتمعنا كجزء من الإصلاح العام الذي نسعى إليه في كل جوانب حياتنا.

وفيما يلي معالم الصورة ومقترحات الإصلاح:

المرأة تشكل 60-70% من المترددين على العيادات النفسية:

= هل هو التكوين البيولوجي ذو الإيقاع المتغير من طمث شهري إلى حمل إلى ولادة إلى رضاعة إلى إنقطاع الطمث وما يصاحب هذه التغيرات من مظاهر فسيولوجية وإنفعالية؟

= أم أن الوضع الإجتماعي للمرأة هو الذي يضعها تحت ضغوط مستمرة ومتعددة تؤدي في النهاية إلى إصابتها بالعديد من الإضطرابات النفسية والعصبية والجسدية؟

فالمرأة مازالت حائرة ومذبذبة بين تيارات تدعو إلى وأدها نفسيا وإجتماعيا وتيارات أخرى تدعو إلى إنطلاقها خارج ملابسها أحيانا -في رقصات الفيديو كليب- وخارج أنوثتها أحيانا أخرى -في صراع الشوارع.

= أم أن المرأة أكثر قدرة على التعبير عن معاناتها النفسية وأكثر شجاعة في طلب المساعدة الطبية في حين يعجز الرجل عن التعبير ويخجل من طلب المساعدة أو يتعالى؟

هذه الأسئلة وغيرها دفعت الكلية الملكية للأطباء النفسيين بإنجلترا للإعتراف بما يشبه الفرع الخاص بالإضطرابات النفسية لدى المرأة وتشجيع مجموعة خاصة للقيام بالأبحاث اللازمة لهذا الشأن بداية من عام 1995.

بعد ذلك خصصت المجلة الأمريكية للطب النفسي عددين كاملين عن علاقة المرأة بالطب النفسي سواء كانت المرأة معالجة نفسية أو مريضة نفسية.

المرأة والمرض النفسي:

ـ المرأة قبل المراهقة تكون أقل عرضة للإضطرابات النفسية ذات الصلة بالنمو العصبي، ولكن إذا تتبعناها في مراحل نموها التالية نجدها تمثل غالبية المرضى النفسيين من حيث العدد ومن حيث إحتياجهن للرعاية النفسية.

ـ وقد بينت معظم الدراسات المجتمعية إزدياد نسبة الإضطرابات النفسية في النساء خصوصا الإضطرابات النفسية البسيطة.

ـ وهناك بعض الإضطرابات التي تكاد تكون أكثر التصاقاً بالمرأة مثل إضطرابات الأكل والاكتئاب والإضطرابات النفسجسمية وإضطرابات الجسدنة في حين أن الفصام وإدمان الكحول والمخدرات تكون أكثر التصاقاً بالرجل.

ـ وإذا كانت المرأة سيئة الحظ مع الاكتئاب -1:2 بالنسبة للرجل- فإنها تبدو أحسن حظاً مع الفصام -الشيزوفرينيا- حيث وجد أنها أقل إصابة به إضافة إلى أن شدة المرض تكون أقل وإستجابتها للعلاج تكون أفضل ويبدو أن هذا يرجع لإختلافات جينية تؤدي إلى إختلافات في الحساسية للدوبامين.

تأثير المرض النفسي للمرأة على الأسرة:

الأسرة هي الوحدة الإجتماعية الأهم، وهي الحضن للأطفال والسكن للزوج والملاذ الآمن والغطاء الواقي والحضن الدافئ للجميع، وفي قلب هذا الكيان الدافئ الحنون نجد الأم، فهي في مركز الدائرة الحنونة والراعية ومن دونها لا تكون هناك أسرة، وبغيابها تغيب مصطلحات الحب والحنان والدفء والرعاية.

ولذلك إذا حدث إضطراب نفسي لأي فرد من أفراد الأسرة فإن المرأة تتحمل العبء الأكبر وتشكل الخط الأول والأساسي للرعاية والاحتواء -عته الشيخوخة لدى الزوج، الإدمان لدى الابن، الانحراف السلوكي لدى البنت- ولكن الكارثة الأكبر تقع حين تتزلزل الأم ويتصدع بنيانها، أي حين تصاب بمرض نفسي فهنا يهتز المركز ويصبح البنيان الأسري بأكمله معرضا للتناثر حيث إن القوة الضامة الرابطة ممثلة في الأم قد إهتزت، فكيف نتخيل حال الأسرة وقد أصيبت الأم بالفصام -الشيزوفرينيا- وإضطربت بصيرتها وإختل حكمها على الأمور وتشوه إدراكها، كيف وهي في هذه الحالة تقوم بإدارة بيتها ورعاية زوجها وأطفالها؟ أو كيف نتخيل حال الأسرة وقد أصيبت الأم بالإكتئاب الذي يجعلها عاجزة عن فعل أي شيء لنفسها فضلا عن غيرها، ويجعلها كارهة كل شيء حتى نفسها وأطفالها وزوجها بعد أن كانت هي منبع الحب والحنان.

ولذلك فإصابة الأم بالمرض النفسي يعتبر بكل المقاييس كارثة متعددة الأبعاد تستدعي رعايتها في المقام الأول وبسرعة وفاعلية مع رعاية أفراد أسرتها الذين إفتقدوا قلب الأم وروحها ويدها الحانية.

¤ الدراسات والأبحاث:

هناك نقص واضح في الدراسات والأبحاث الميدانية المحلية الخاصة بمشكلات المرأة النفسية، ومعظم الجهود العلاجية في الوطن العربي تستند إلى نتائج دراسات غربية أو إلى إنطباعات وملاحظات إكلينيكية عامة.

لذلك أصبح من الضروري إنشاء تخصص نوعي لـ طب نفس المرأة على غرار طب نفس الأطفال وطب نفس المسنين، ويكون لهذا الفرع وحداته وعياداته ودراساته وأبحاثه.

¤ الخدمات النفسية:

على الرغم من أن المرأة أكثر قبولاً لفكرة المرض النفسي وأكثر طلباً للمساعدة وأكثر مرونة في العلاج وأكثر تحسناً معه وإستفادة منه إلا أن هناك عوائق كثيرة تعوق إستفادتها من العلاج وهي:

1= المرأة تحتاج الإذن من زوجها أو أقاربها لكي تذهب للعلاج، وهم لديهم حالة من الإنكار للمرض النفسي أو يخافون من وصمته، أو يعتبرونه ضعفا في الإرادة أو الإيمان.

2= كثرة اللجوء للمعالجين الشعبيين والدجالين حيث ترجع المرأة مرضها في كثير من الأحيان إلى مس الجن أو السحر أو الحسد.

3= ظهور الكثير من الإضطرابات النفسية لدى المرأة في صورة أعراض جسمانية.

4= بعض الإعتبارات الإجتماعية تجاه الإضطرابات النفسية خصوصا إذا إرتبطت بشبهة الإنحراف الأخلاقي مثل الإدمان وإضطراب الشخصية وحالات الهوس والفصام.

5= إمكانية تعرض المرأة للإستغلال أو الإبتزاز خلال مراحل العلاج.

6= عدم وجود أماكن علاجية كافية ومناسبة لإحتواء المرأة حتى تُشفى.

المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.